السرطان والتغذية
مهما يكن أصل الإنسان ومهما يكن المكان الذي ولد فيه ،
لابدّ له أن يتغذى من أجل أن يعيش.
مهما يكن الوسط الاجتماعي الذي ينتمي إليه ومهما تمكن مهنته
لا بدّ له أن يتغذى من أجل أن يعيش.
مهما يكن الهدف من حياته ومهما تكن السبل التي يسلكها
لا بد له أن يتغذى من أجل أن يعيش.
ولكن هل يمكن أن يقنع بأيّ غذاء من أجل أن يعيش ؟
إنّ الإجابة تكون بالنفي. "فنحن ما نأكل" لأن الغاية من الغذاء بعد أن نتناوله ونهضمه هي أن يندمج في جسدنا ليمنحه الطاقة والمغذيات وعناصر "طبائعية" ضرورية لحفظ صحته ودوام نشاط بنيته ، أي نشاط حياتنا ( دينامية الحياة) فنحن عندما نتناول أيّ غذاء أيّا كان ذلك الغذاء فإنه يعطي إشارة انطلاق سلسلة من الأحداث:
*تفاعلات الجهاز العصبي النباتي (المتعلق بالجهاز العصبي الذي ينظم الحياة النباتية) وهو الذي يعمل على إفراز الأنزيمات والعصارات الضرورية لهضم الأغذية .وهذه الإفرازات تبدأ من الفم بإفرازات الغدد اللعابية وتتواصل في المعدة ثمّ في المعيٌ الغليظ بإفرازات الصفراء و المعثكلة (البنكرياس) والتي تدفع "صحن الغذاء"على امتداد أنبوب الهضم.
*تفاعلات جهاز الغدد الصمّـاء ، سواء على المستوى "المحلّي أو العامّ " والذي يتدخّل في علاقة وثيقة مع الجهاز العصبي النباتي في تنظيم الأغذية في عملية امتصاصها وتوزيعها واستعمالها .
أهمية دور الكبد
إنّ هذه الأغذية المعالجة والمفككة تصل إلى الكبد وهو العضو المركزي في التحول الغذائي فتقوم خلايا الكبد
°° بتحطيم العناصر التي يجب طرحها ــ عبر طردها والقضاء عليها ــ لأنّها مسممة أو غير ضرورية
°°أو يقوم بتفكيكها وتحويلها الى جزيئات أصغر تصلح لإعادة بناء المغذيات المستجيبة لحاجيات الجسم في عملية التحول الغذائي
إنّ الدور الأساسي الذي يلعبه الكبد في وظائفه المتعددة من مقاومة السموم وطرحها وتفكيكها ومن بناء هذه العمليات التي تتدخل في التحول الغذائي لكل من البروتيدات والسكريات والزلاليات والفيتامينات تجعل منه " مدير " التحول الغذائي العام لكامل الجسم.وهذا يستدعي ملاحظتين على الأقلّ
الملاحظة الأولى
إنّ نوعية أو سمّية أغذيتنا وبفعل النشاط الكبدي الذي يتولّد عنها تتدخل في توازن كل عضو من أعضائنا وفي أجهزة دفاعنا، في الجهاز العصبي النباتي وفي جهاز الغدد الصماء.
الملاحظة الثانية
إنّ كلّ تعرض لحالة عنف سواء كان نفسيا أو ماديا يولد حالة من الاضطراب في وظائف مختلف العناصر المكونة للجهاز العصبي النباتي مما يؤدي إلى تشنج الأمعاء و الصّارة( عضلة عاصرة) حيث تنفتح قنوات الصفراء والبنكرياس فتمر الأطعمة دون أن تبلل بما يكفي من العصارات الضرورية لعملية الهضم مما يؤدي إلى درجة كبرى من انعدام التوازن البكتيري في الأمعاء والتهاب القولون وبالتالي إلى اختلال توازن كامل الجسم.
هكذا نرى أنٌ المواد الغذائية تلعب دورا رئيسيا في توازننا لأنها بتحللها أو إعادة تركيبها تدخل في الآليات الفيزيولوجية أو الفيزياء المرضية لكامل الجسم.ومن هنا نعي أن الطعام يكتسب في كثير من الأحيان طبيعة عدوانية في حين أنه من المفروض أن يكون على العكس تماما أي ذا دور وقائي وعلاجي و"استعجالي".
فإن الأغذية التي تدخل في فيزيولوجيا خلايانا يمكن أن تلعب دورا هاما في تخلّق (نشأة) الخلايا السرطانية و حفظها وتكاثرها.
ولنأخذ على ذلك مثالين:
الأستروجين والسرطان
*كل منا يعلم أن الاستروجين له دور محدد في سرطان الثدي .هذه الهرمونات تنتجها المبيضات من الشحوم (الكولسترول) التي يصنعها الجسم دون أن ننسى الشحوم التي نستهلكها في الأغذية من أصول
حيوانية.إنٌ الاستروجين يدخل في تكوٌن تركيبتنا ويحافظ عليها ويضمن البناء عندما يكون قد وقع هدم ولكن دور هذه الهرمونات في البناء يمكنها من أن تبني الأورام أيضا(أورام الثدي والرحم) وقد تكون هذه الأورام حميدة وقد تكون خبيثة.فإذا دعمنا التقنيات التي تحطم هذه الأورام أو تستأصلها بتغذية تقصي أوٌل الأمر تماما الأغذية من أصل حيواني ثم في فترة لاحقة نقتصر على كمية قليلة منها ، حسب تطور الحالة ، فإننا بذلك نخفض من إنتاج الأستروجين وعملها "البنٌاء" يعني ذلك أنّنا نخفض من سرعة التحول الغذائي السرطاني وهذا العمل البسيط يعطي نتائج واضحة على الأورام "الحميدة"لأنٌه من الممكن قيس أبعادها عند الفحص بالصدى ...ومثل هذا العمل لو أضفنا له تغذية مخصوصة للشخص المصاب فإن ذلك يؤدي في أغلب الأحيان إلى تجنب التدخل الجراحي .
السكر والسرطان
**كلنا نعلم أنٌ السكر هو الغذاء الرئيسي للدماغ وأنه ضروري جدّا له وأن انخفاض نسبته في الدم لا يمكن أن تدوم طويلا خوفا من الأضرار الخطيرة المحتملة والتي قد تكون قاتلة.
ونحن اليوم نشهد ارتفاع نسبة الإصابة بسرطان الدماغ لدى الشباب.وبالتوازي نراهم يشربون دون انقطاع مشروبات محلاة كالكوكا والصودا وغيرها من المشروبات الغنية بالسكر كما نراهم يأكلون الأكلات السريعة لأنهم لا يجدون الوقت أو المال الضروري ليتناولوا طعاما متوازنا...
إنٌ تناول السكّر والحلويات والمرطبات باستمرار سيؤدي الى تغذية الخلايا "المتحولة" وسيسهل تكاثرها لدى الأشخاص الذين تكون أرضيتهم مهيّأة لذلك.
يقدم لنا هذان المثالان بعض الإيضاحات الملموسة بشأن السرطان:
علاقة الخلايا السرطانية بالخلايا العادية
ــــ إنّ الخلايا السرطانية لا توجد مع محيطها بل إنّـها توجد بفعل محيطها المسؤول عن وجودها وعن حفظ حياتها. كما أنّه من الأساسيّ معرفة أنّ الخلايا العادية لا يمكن أن تساعدها في شذوذها ( خروجها عن المسار الطبيعي ) بل إنّـها تحاول محاصرتها والقضاء عليها.
ــــ إنّ الطب التقني يقاوم الخلايا السرطانية بالطرق الثلاث المعروفة: الجراحة، العلاج الكيميائي والعلاج بالأشعة. وهذا الطب يحاول أن يعطّل الهرمونات التي ساعدت على نشأة السرطان وحفظه كالأسروجين لدى النساء والأندروجين لدى الرجال. إلاّ أنّ الجسم قد يسلك أحيانا أو ربما كثيرا ما يسلك طرقا غير التي تمّ إيصادها فيواصل إنتاج ما تحتاجه الخلايا السرطانية لتحافظ على بقائها...
دعم الخلية السليمة في مواجهة الخلية الخبيثة
ــــ كلّ طرق العلاج هذه هي ضرورية ولكننا يجب أن لا ننسى أنّ حياة المريض لاتختصر في الخلايا السرطانية وإنما هي موجودة قبل كل شيء في الخلايا العادية وأن هذه الحياة هي التي يجب أن نعتني بها ونساعدها وندعمها بكلّ الوسائل المتاحة لنا و التغذية هي إحدى هذه الوسائل والسبل.
التغذية ودورها في مقاومة السرطان
إنّ التغذية التي تلائم الاحتياجات وتستجيب لمتطلبات الخلايا العادية هي سلاح هام لأقصى حد .ولا شك أن كل مصاب بداء السرطان يحتاج إلى نظام غذائي خاص به يتلاءم مع درجة الإصابة ومع ما خضع له من علاجات وهذا ما يحاول الأطباء الذين يتبنون نظرية المقاربة الشاملة للإنسان .
لاشك أنه لا يمكننا أن نقدم هنا إلاّ معلومات عامة ولكنها هامة.فمعرفة فيزيولوجيا عملية الهضم المبسطة وإن تكن غير دقيقة فإنّها كافية لنفهم أهمية التغذية كسلاح هام ولكن لا يمكن أن نستعمله وحده ونستغني عن بقية العلاجات "الثقيلة"واللازمة .و قد تسبب ردود فعل العائلة والأصدقاء والمشغّل أحيانا آلاما إضافية إذا كانت لا تنبع من المحبة والصداقة والمؤازرة.
خطر التوتر على مريض السرطان
هكذا تتضاعف الأسباب وتتضافر ليصبح المريض في حالة قصوى من التوتر.هو توتر نفسي ولكنه يتحول إلى توتر عضوي .وخضوع حزمة الأعصاب المتدخلة في عملية الهضم إلى هذا التوتر الدائم يكبح بشكل واضح تسرب العصارات من الصفراء و المعثكلة (البنكرياس)كما يؤدي إلى عدم القدرة المثلى على مقاومة سموم المواد الكيميائية والى فقدان التوازن البكتيري في الأمعاء ، وكلّ هذا يشعر المريض بالضيق الذي يتحوّل إلى سبب إضافي لعدوان جديد.
التوتر يبطل المفعول الإيجابي للحمية
إن فهم هذه الفيزيولوجيا والفيزياء المرضية يجعلنا نعي بأنّ النظام الغذائي (الحمية) لا يمكن أن يحقق نجاعة حقيقية في مثل هذه الظروف وبأنّه لا بدّ من أن ندمج في خطتنا لخوض هذا الصراع (استراتيجية المقاومة) موادّ (مهدّئة) تساعد على الاسترخاء والتي يمكن أن تختلف من شخص إلى آخر ولكنها تستعمل لنفس الهدف: الارتخاء جسديا والهدوء إلى أقصى حد ممكن .وهذا لايبطل مفعول الاعتداءات الخارجية وإنما يغير طريقة تعايشنا معها ويمكّننا من تقبلها،
فإن "هضم" الأحداث يسهل هضم الطعام.
ماذا يعني اتباع لنظام غذائي ( الحمية ) عمليا
إن العزم على الشروع في نظام غذائي صحّـي يستدعي منا أن نحرص على
ـــ أن نمضغ الطعام مطوّلا حتى نفككه إلى جزيئات صغيرة جدا ونمزجها بالكمية الكافية من الإفرازات اللعابية حتى نسهل عملية الهضم المعدي و المعثكلي.
ـــ أن لا نشرب أثناء الأكل حتى لا نحـلل(أو نخفف ) الأنزيمات و الإفرازات الهضمية، وبالمقابل نشرب بين الوجبات لتخفيف التركيز في عمل الكلى وتسهيل طرح الموادّ الكيميائية .
ـــ أن لا نجمع بين بعض الأغذية في الوجبة الواحدة فلا نجمع مثلا بين اللحوم و البقول حتّى نحدّ من امتصاص البروتينات الحيوانية ونسهل عملية الهضم ونحسن نتائجها.
إن وجود البقول مع اللحم يرفّع بقدر كبير درجة امتصاص البروتينات التي تساعد أوّلا وبالذات على توازن الخلايا السرطانية، وهذا الدور يكون أهمّ لمّا يكون الاستروجين قد لعب دورا في تكوّن الخلايا السرطانية أو تكاثرها.
ـــ أن نتخلى عن حليب البقر ومشتقاته على اختلاف أنواعها وتركيباتها وعلاماتها لأنّ "اللاكتوز"
عنصر فعّال في ظهور الالتهابات ،وبروتينات حليب البقر التي لا تهضمها المعثكلة جيّدا تتحوّل إلى بروتينات التهابية في الجسم.لذا لابدّ أن نمتنع تماما عن كلّ ما يحتوي الحليب عند المراحل الحادّة من للأمراض" التطوّرية"وفي كلٌ حالات الالتهاب و أثناء العلاج الكيميائي (كلّ من العلاج الكيميائي والعلاج بالأشعة يولّد الالتهابات)وفي كلّ حالات الحساسية.
خطر نقل تجارب الآخرين دون مراعاة خصوصية كلّ حالة
كنا قد اتفقنا على أنّ لكلّ حالة ما يناسبها من الغذاء وعند المرض يجب عدم الانسياق للأحكام المسبقة أو لنصائح غير المختصين الذين يريدون نسخ تجارب بعض الناس وتعميمها وغالبا ما يكون ذلك عن حسن نية ولكنه أيضا نابع من سوء فهم وتقدير ونقل لما هو سائد في استعمالات الأدوية التي يصفها الأطباء لمريض فيعمم على كل العائلة وأحيانا ينصح به للأجوار أويسلم ما تبقى منه لمن "يحتاجه" دون العودة للطبيب أوومراعاة الفوارق بين الحالات:السن ، الوزن،...
تنبيه : من الأخطاء الشائعة والتي يجب أن نحذر الوقوع فيها تعويض حليب البقر بحليب "السوجا " (الناعمة،المرمية)فهي نبتة غنية جدا بالأستروجين.
لماذا نمتنع عن تناول حليب البقر ومشتقاته؟
في حالات السرطان التي يلعب فيها هرمون الأستروجين دورا هاما فإنّ الحليب ومشتقاته تقدم :
ـــ الكولسترول الذي يساعد على تخليق الخلايا السرطانية .
ـــ البروتينات التي تساعد على بناء الأورام وتوسّعها وارتفاع حالة الالتهاب ثم الاحتقان الذي يسهل التغيار الإحيائي( ).
ـــ اللاكتوز كعامل باعث على الالتهاب .
إنّ حليب الضأن والماعز أقلّ إثارة للالتهابات ، فإذا كانت الرغبة شديدة جدا ولا قدرة على مقاومتها فإنه من الأفضل أن نخطئ بتناول حليب الماعز لا مع حليب البقر وإن يحسن بنا أن نصمد في مقاومة هذه الرغبة لأن كلفتها قد تكون باهظة والندم يصبح عاملا للتوتر وما ينجرّ عنه...
إنّ خلايا السرطان خلايا حساسة جدا لم تعد لها إمكانية إنتاج طاقتها الذاتية ،وهي لهذا السبب تتغذى بكل ما يصلها في الدم وخاصّة السكر وكل السكريات التي تتحوّل إلى غليكوز في مستوى الكبد.
يجب أن لا ننسى أنّ الخلايا السرطانية تستهلك مثل وزنها من السكر كلّ 4 إلى 5 ساعات.
ـــ إنّـنا نرى أنّ السكريات والزّلاليات والبروتينات هي " مرضعات " الخلايا السرطانية ورغم هذا فإنّ الصيام ليس حلاٌ لأنّـه من الضروري أن نغّّـذّي الخلايا العادية لكي نحصّنها في الصراع الذي تخوضه دون هوادة و يمكن أن نقول بشكل عام أنّ الخضر( الطازجة والمطبوخة) والغلال( الطازجة والمطبوخة مع تفضيل الطازجة) والبقوليات( الغنية بالألياف والبوتاسيوم والمغنيزيوم والكالسيوم ) هي الأغذية الرّئيسية.
هل يعني هذا أن لا نتناول الأغذية من أصل حيواني؟
يجب ضبط استهلاك البروتينات الحيوانية حسب خصوصية كلّ فرد لمراعاة أرضيته و نوع مرضه ودرجة إصابته ومرحلة العلاج و سيرورة الشفاء لتحديد دورية هذا الاستهلاك وكميته وأنواعه .
فمن بين المنتجات من أصل حيواني لابدّ أن نفضّل الدواجن{الطبيعية} عن اللحوم الحمراء، { فالأولى يكون امتصاصها ضعيفا أمّا الثانية فيقع امتصاصها بشكل أكبر وهي أكثر سمّيّـة} ونفضّل في اللحوم الحمراء لحم الضأن الذي ربّي مع أمّه في أحضان الطبيعة {و لم يعد أحد يجهل مشكلة علف الحيوانات… وجنون البقر}إلى جانب سمك البحر وغلاله وأحيانا البيض المسلوق .
يجب استبعاد لحوم الذبائح لتجنب إرهاق الكبد بعمل إضافي لأن درجة السمية فيها هي الأعلى
إنّ هذه النصائح الغذائية هي نصائح عامة لابذّ من تكييفها مع كلّ شخص وكلّ مرحلة ويجب في ذلك الاستعانة بالطبيب ذي النظرة الشمولية للشخص و أرضيته فلا يقصر نظره على المرض وموضعه .
الامتناع عن تناول الحليب وتهشش العظام
أصبحت المرأة في سن معينة تخاف شبح مرض تهشش العظام فإنها هنا ستطرح سؤالا هو دون شك صرخة فزع "
هل إنّي عندما أحذف الحليب ومشتقاته من غذائي لا أعرٌض نفسي إلى خطر الإصابة بتهشـّش العظام ؟
هل يجب أن أتناول أقراص الكالسيوم؟
إنّ الإجابة هي غالبا:[ لا ]
لا لأنّ تهشش العظام يظهر عند النساء اللاتي يكون نشاط الغدة الدرقية لديهنّ في حالته القصوى وهذا لا يصيب إلاّ 20 في المائة من الأشخاص.
لا لأنّ الكالسيوم يوجد في كلّ الأغذية تقريبا وخاصة في العدس ( الغني به إلى حد كبير ) واللوز
و( الأند يف)
لا لأنّ الحليب ومشتقاته لا يستبعد إلاّ في حال الإصابة بأحد الأمراض التطورية والالتهابية والتحسسية.
لا لأن الكالسيوم الذي نتناوله في شكل أقراص لا يقع امتصاصه جيدا ولا يستجيب لحاجات الجسم الفيزيولوجية (إلاّ في حالات نادرة )هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن الكالسيوم في شكل أقراص لا يصل إلى العظم في حالات التوتر وإنّما يضرّ بجدران الأوعية الدموية ويتلفها.
إضافة للموادّ المغذية للخلايا السليمة التي تعرفنا عليها أعلاه والتي تساعدها في الصراع الذي تخوضه ولتحصينها تحصينا أفضل نجد طرقا عديدة لتخليص الجسم من الترسبات السمية التي قد تكون تجمعت فيه ومن ذلك الحميات المختلفة : "حمية الغلال " (الغلال الحمراء في فصل الربيع،وحمية العنب المشهورة في فصل الخريف والتي هي غاية في القدرة على تنقية الجسم)وتوجد حميات الغذاء الواحد والتي يسهل إتباعها والتي تجدد نشاط الجسم (الاقتصار على الغلال أو نوع واحد من الغلال/حمية العدس/حمية الخضر أو نوع واحد من الخضر...)
وأخيرا نذكّـربالفيتامين"ج"والذي يعتبر ضروريا لدوره المضادّ للتعفـن ولتدخله في نظام "الكورتزول" وهو" هرمون دفاع الجسم" ويكون الجسم بحاجة كبرى له عند العلاج الكيميائي ونجد هذا الهرمون في كلّ الخضر والغلال الطازجة(غلّـة الكيوي هي التي بها أكبر نسبة منه) .
أن نطمح إلى علاج تكوّن الأورام وتطوّرها بقطع النظر عن محيطها هو تمشّ يقارب اللامعقول. و لكن يجب أن نعي تماما أنه عندما يقبل المصاب بالسرطان أن يغيّـر طريقته في الأكل تغييرا شاملا وكاملا
وأن يجد السكينة الدّاخلية مهما كانت الاعتداءات الخارجية وعنفها وتعددها ومدتها فإن ذلك يعتبر تمشيا له قيمته. إنّـه يعني أن يضبط خياراته وأن يصبح مسؤولا عن حياته وأن "يكبر" و " يتحرّر" وعندها فقط يبدأ الصراع الحقيقي مع المرض لأنّـه مهما كان خطر هذا المرض فإنّ الإنسان قادر على أن يصمد أمامه وغالبا ما يملك طاقات خارقة تمكّـنه من مقاومته.