الماء الصالح للشرب يجب أن يكون نظيفاً ، لا لون له ولا رائحة ، خاليا ً من الشوائب والمواد الضارة ، ولهذا يصبح الماء غير صالح للشرب إذا اختلطت به أي مادة غريبة أو أصيب بالتلوث بالمواد العضوية وغير العضوية أو المواد المشعة .
فماذا تقول إذا علمت أن نهر النيل شريان الحياة الرئيسي الرئيسي تلقى به مخلفات المصانع والمزارع
والحيوانات النافقة ويلوثونه بكل أنواع الملوثات التي سوف تذكر وهي :
الميكروبات والفيروسات والمخلفات العضوية مثل مخلفات الصرف الصحي والبترول والمبيدات والمواد الكيميائية غير العضوية مثل الأحماض والمعادن ومركباتها والتي تنتج عن مصادر متعددة مثل شبكات الصرف الصحي للمدن والصرف الزراعي ومخلفات الحيوانات والمنشآت الصناعية ونقل هذه المواد الملوثة في المجاري المائية التي تستخدم في النقل .
حقاً ...... أنهم يقتلون الحياة . فهل يمكنك عزيزي الزائر المحافظة على الماء لكي تساهم في المحافظة على الحياة ؟ حاول ذلك على قدر استطاعتك .....
مصادر تلوث الماء
يتلوث الماء عن طريق المخلفات الإنسانية والنباتية والحيوانية والصناعية التي تلقي فيه أو تصب في فروعه ، كما تتلوث المياه الجوفية نتيجة لتسرب مياه المجاري إليها بما فيها من بكتريا وصبغات كيميائية ملوثة ، ومن أهم ملوثات الماء ما يلي :
مياه الأمطار الملوثة :
تتلوث مياه الأمطار – خاصة في المناطق الصناعية لأنها تجمع أثناء سقوطها من السماء كل الملوثات الموجودة بالهواء ، والتي من أشهرها أكاسيد النتروجين وأكاسيد الكبريت وذرات التراب ، ومن الجدير بالذكر أن تلوث مياه الأمطار ظاهرة جديدة استحدثت مع انتشار التصنيع ، وإلقاء كميات كبيرة من المخلفات والغازات والأتربة في الهواء أو الماء ، وفي الماضي لم تعرف البشرية هذا النوع من التلوث ، وأنى لها هذا ؟
وإذا كان ماء المطر نقيا عند بدء تكوينه فإن دوام الحال من المحال ، هكذا قال الإنسان وهكذا هو يصنع ، لقد امتلئ الهواء بالكثير من الملوثات الصلبة والغازية التي نفثتها مداخن المصانع ومحركات الآلات والسيارات ، وهذه الملوثات تذوب مع مياه الأمطار وتتساقط مع الثلوج فتمتصها التربة لتضيف بذلك كماً جديداً من الملوثات إلى ذلك الموجود بالتربة ، ويمتص النبات هذه السموم في جمي
جزائه ، فإذا تناول الإنسان أو الحيوان هذه النباتات أدى ذلك إلى التسمم
كما أن سقوط ماء المطر الملوث فوق المسطحات المائية كالمحيطات والبحار والأنهار والبحيرات يؤدي إلى تلوث هذه المسطحات وإلى تسمم الكائنات البحرية والأسماك الموجودة بها ، وينتقل السم إلى الإنسان إذا تناول هذه الأسماك الملوثة ، كما تموت الطيور البحرية التي تعتمد في غذائها على الأسماك .
إنه انتحار شامل وبطيء يصنعه البعض من بني البشر ، والباقي في غفلة عما يحدث حوله ، حتى إذا وصل إليه تيار التلوث أفاق وانتبه ن ولكن بعد أن يكون قد فاته الأوان .
مياه المجاري:
وهي تتلوث بالصابون والمنظفات الصناعية وبعض أنواع البكتريا والميكروبات الضارة ، وعندما تنتقل مياه المجاري إلى الأنهار والبحيرات فإنها تؤدي إلى تلوثا هي الأخرى .
المخلفات الصناعية :
وهي تشمل مخلفات المصانع الغذائية والكيمائية والألياف الصناعية والتي تؤدي إلى تلوث الماء بالدهون والبكتريا والدماء والاحماض والقلويات والأصباغ والنفط ومركبات البترول والكيماويات والأملاح السامة كأملاح الزئبق والزرنيخ ، وأملاح المعادن الثقيلة كالرصاص والكادميوم .
المفاعلات النووية :
وهي تسبب تلوثً حرارياً للماء مما يؤثر تأثيراً ضاراً على البيئة وعلى حياتها ، مع احتمال حدوث تلوث إشعاعي لأجيال لاحقة من الإنسان وبقية حياتها مع احتمال حدوث تلوث إشعاعي لأجيال لاحقة من الإنسان وبقية الكائنات .
المبيدات الحشرية :
والتي ترش على المحاصيل الزراعية أو التي تستخدم في إزالة الأعشاب الضارة ، فينساب بعضها مع مياه الصرف المصارف ، كذلك تتلوث مياه الترع والقنوات التي تغسل فيها معدات الرش وآلاته ، ويؤدي ذلك إلى قتل الأسماك والكائنات البحرية كما يؤدي إلى نفوق الماشية والحيوانات التي تشرب من مياه الترع والقنوات الملوثة بهذه المبيدات ، ولعل المأساة التي حدثت في العراق عامي 1971 –1972م أو ضح دليل على ذلك حين تم استخدام نوع من المبيدات الحشرية المحتوية على الزئبق مما أدي إلى دخول حوالي 6000شخص إلى المستشفيات ، ومات منهم 500.
التلوث الناتج عن تسرب البترول الى مياه البحار والمحطات :
وهو إما نتيجة لحوادث غرق الناقلات التي تتكرر سنوياً ، وإما نتيجة لقيام هذه الناقلات بعمليات التنظيف وغسل خزاناتها وإلقاء مياه الغسل الملوثة في عرض البحر .
ومن أسباب تلوث مياه البحار أيضاً بزيت البترول تدفقه أثناء عمليات البحث والتنقيب عنه ، كما حدث في شواطئ كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية في نهاية الستينيات ، وتكون نتيجة لذلك بقعة زيت كبيرة الحجم قدر طولها بثمانمائة ميل على مياه المحيط الهادي ، وأدى ذلك إلى موت أعداد لا تحصى من طيور البحر ومن الدرافيل والأسماك والكائنات البحرية نتيجة للتلوث .
هكذا رأينا كيف ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ، والخطورة الكبرى
عزيزي الزائر ......... تتسبب العديد من الصناعات في تلوث المياه وفسادها ويعود هذا بدوره بآثار ضارة على صحة الإنسان .... فمن بيت هذه الصناعات .
1- مصانع منتجات الألبان : تلقي هذه المصانع في الماء بمخلفات الألبان وما فيها من بقايا دهنية وبروتينية ناجمة من عمليات التصنيع أو تنظيف الأواني ......... وهذا يؤدي إلى بعض الأمراض التي تصيب الإنسان مثل أمراض الكلى - الجهاز الهضمي .......... الخ .
2- مصانع التفطير : تلقى في الماء بنفايات التقطير والمواد النشوية والخمائر .
3- النسيج والصباغة : تلقى في الماء بمواد قلوية ومحاليل وأصباغ ومواد دهنية مستخلصة من الألياف الصناعية والنباتية .
4- مصانع الدباغة : تلقى في الماء بمخلفات تحتوي على بقايا مواد الدباغة والمواد الحمضية والقلوية ومحاليل التنظيف والصابون والمواد الدهنية المستخلصة من الجلود .
5- مصانع الكيماويات : حيث تلقي في المياه بالعديد من النفايات والمواد العضوية والأحماض والقلويات المختلفة .
6- مصانع الورق : تلقي في المياه محاليل كثيرة مثل الصودا الكاوية وكبريتات الصوديوم ويلقى بها في مجاري المياه كما هو دون معالجة
7- مصانع المخصبات الكيماوية الصناعية : من أخطر هذه المصانع تلك التي تنتج المخصبات النتروجينية لأنها من أخطر المنتجات الصناعية التي تصل إلى المجاري المائية وتسبب لها تلوثاً شديداً .
8- محطات القوى الحرارية : حيث تستخدم كميات هائلة من المياه لإنتاج البخار الذي يستخدم في إدارة التربينات أو في عمليات التبريد وبعد استخدامها تخرج المياه ثانية إلى أبحر أو النهر بعد أن يكون درجة حرارتها قد ارتفع ارتفاعا شديداً مما يتسبب في ارتفاع درجة حرارة المياه في المنطقة المجاورة للمحطة . وهو ما يسمى بالتلوث الحراري .
فيؤثر على الكائنات الحية المائية ويميتها . كما أن هذه المحطات تصرف في المياه بعض مخلفاتها السائلة بما تحويه من مواد كيماوية ضارة.
9- محطات الفحم : وهذه المحطات أكثر تلويثاً للمياه مقارنة بمثيلاتها من الوقود كالغاز الطبيعي مثلاً أو الوقود السائل مثل المازوت أو السولار وبصفة عامة فإن هذه المحطات تلقي في المياه كميات كبيرة من الملوثات التي لا يمكن التخلص من آثارها الضارة بسهولة لأنها تحتوي على نسبة عالية من الرقائق الجسيمة ذات التأثير الضار بصحة الإنسان .
ربما تجد عزيزي الزائر أن معظم نواتج هذه الصناعات والملوثة للمياه تؤدي إلى الإصابة بكثير من الأمراض منها .
أمراض الجهاز الهضمي .
أمراض القلب والرئتين .
أمراض تتعلق بالكلى وما يصيبها من فشل .
ما أخطر هذه الملوثات على صحة الإنسان ....
لذلك لا يصبح الماء صالحاً للاستعمال الآدمي إلا بعد تنقيته مما يتكلف نفقات كثيرة .
- والآن بماذا تفكر عزيزي الزائر ؟
هل نتمادى في قتل الحياة ؟ هل نقتل أنفسنا ؟
فما دورنا إذن في المحافظة على نهر حياتنا ؟ أنقف مكتوفي الأيدي دون أن نفعل شيئاً تجاهه وهو يصرخ منا وإلينا .
لذلك عزيزي الزائر :
- لا تلقي بأية مهملات بالمياه الجارية .
- حافظ على قطرة المياه فهي حياتك .