حقوق الشعراء
الشعر لغة جميلة في التخاطب وترقيق القلوب و من خلال الشعر ترتقي ذائقتنا ونستطيع التفريق بين الجيد والسيئ
واليوم اتسعت قاعدة النشر والانتشار للقصائد وتعددت طرقه ووسائله ... فلم يقتصر الأمر على الفضائيات أو
الصحف والمجلات .. بل أصبح هناك الأنترنت ورسائل الجوال التي تحمل لنا أجمل وأعذب الأبيات لكنها مجهولة
الهوية وهذه الرسائل تكون سلاحا ذا حدين .. فهي إيجابية لإنها تقوم بإيصال الأبيات إلى أكثر عدد من المتلقين
بسرعة البرق .. لكنها سلبية في هضم حق الشاعر لانتشارها دون أن يرافقها اسم الشاعر وقائل هذه الأبيات
صحيح أن هذه المسجات أسهمت في معرفتنا بالكثير من الأبيات والقصائد وجعلتنا نذهب للبحث والتنقيب عن
بقية الأبيات وعن كاتب تلك الأبيات ..
لكنها في الجانب الآخر لم تعط للشعراء حقهم ولم تنصفهم .. فـ بعض الأبيات يكتبها شاعرها ويرسلها في
لحظتها لأصحابه أو لشخص عزيز عليه بعد ذلك تبدأ في التداول والتنقل من جوال لآخر .. ويضيع حقه ..
وبعض ضعاف النفوس من (المستشعرين) يقومون بنسب مايجدونه مناسبا من الأبيات لأنفسهم أو يقومون
بإكمال القصيدة ظناً بأن ذلك يُعطيهم الأحقية في إمتلاك القصيدة .. أما كاتب الأبيات الحقيقي فـعليه أن ينتظر
وقتا طويلا حتى يُثبت ملكيته للأبيات خاصة عندما تكون الأبيات جديدة لم يقم شاعرها بنشرها أو إلقائها في
أي مناسبة أو تجمّع شِعري ولم يتم توثيقها بأي طريقة ... وكثيرة هي الأبيات التي وجدنا لها أكثر من كاتب
وأكثر من أب .. وضاعت حقيقتها بين شاعر وآخر ومن المعروف أن اسم الشاعر عندما يرافق القصيدة يكون
بمثابة بطاقة تعريف لمن أعطى الناس مشاعره وأحاسيسه ..
اسم الشاعر يكون صك ملكيّة لحق من حقوقه الأدبية والفكرية .. وحتى يحمي مشاعره من السرقة والتعدي .
عبد الرجمن العتيبي = يمكن احبك
المصدر / جريدة اليوم